القلادة التي عادت
القلادة التي عادت
مر عام كامل دون أي كلمة منه ، كان الأمر غريباً لأننا كنا دائماً أصدقاء وعلاقتنا دامت طويلاً ، ثم اتصل بي على نحو غير متوقع في وقت مبكر من صباح أحد الأيام ليطلب مني أن أشاركه تناول القهوة ، وهذا أيضاً شيء لم يفعله أبداً ! ، وعندما وصلت إلى هناك تمكنت من رؤيته من خلال نافذة منزله المفتوحة وهو يمشي في غرفته.
كان لدينا سياسة الباب المفتوح لذلك دخلت مباشرة ، لم يلاحظني أبداً لأنه كان يتمتم بشيء مع نفسه في الغرفة المجاورة وكان ظهره نحوي، وعندما ناديت باسمه انطلق نحوي ثم عانقني طويلاً بعد غياب مدة عام !
وعندما توقفت عن العناق كانت ألاحظ الدموع تجري في عينيه ، لم أكن أراه بهذا الحالة من قبل أيضاً ، ثم بدأ يسألني كل تلك الأسئلة عن الله ، نعم عن الله.
أراد أن يعرف على وجه اليقين ما إذا كان موجوداً حقاً وهل سيرسله إلى الجنة إذا لم يؤمن به ! ، أخبرته بأنه سيشاء ذلك، كان علي أن أعده بذلك ، ثم صارحني بخبر سيء ، كان يحتضر ! ، وحينما أخبرني بذلك كان يضع رأسه بين يديه وكانت ينتحب بشدة وكأنه خرج عن السيطرة ، لقد فوجئت تماماً بذلك ، لم يكن يريد تناول القهوة ، أراد فقط أن يعلم فيما إذا كان الله حقيقياً.
ثم أمسكنا ببعض ونحن نبكي معاً ، بكينا إلى الأبد أو هذا ما بدا لنا ، لكن عندما جمع أفكاره سألني عما أريده منه لأتذكره به دائماً.
فاخترت قلادة كان يرتديها دائماً ، هذا كل ما أردته وحصلت عليها !
ارتديت قلادته في جنازته ولم أخلعها مطلقاً !
ثم في يوم عيد ميلاده استيقظت ولم تكن القلادة حول عنقي فتساءلت عما يمكن أن يحدث لها لأنني لم اخلعها أبداً من اللحظة التي وضعتها.
فناديته باسمه ثم رأيته أمامي ! كان يحمل القلادة بذراعه الممدودة ليناولني إياها ، كنت أعلم دائماً أنه سيأتي إلي.
لقد استغرق الأمر منه شهرين فقط ليجد طريقه إلى هذا العالم الذي غادره ! لكنه اختار عيد ميلاده للقيام بذلك.
ترويها سمر روزا – مستشارة قانونية – كندا