حضن جدتي وأيامي الصعبة
حضن جدتي وأيامي الصعبة
على أية حال ،كان الشجار حاضراً دائماً بين أبي وأمي وكان جانباً بغيضاً من الحياة التي عشتها ، إذ كان والدي مدمناً على الكحول بينما لم تتردد أمي في إشعال شرارة الشجار، كثيراً ما فعلوا ذلك القبح أمامي وكان لا يخلو من الصراخ والعنف ناهيك عن أنه كان يخيفني ، وإن حاولت التدخل فسيصبان جام غضبهما علي، كان جميع إخوتي الذكور أكبر مني سناً وكانوا يغادرون المنزل وقت الشجار بينما لا أتمكن من ذلك لصغر سني .
أتذكر جدتي وهي تصرخ في وجه أبي حتى يكف عن فعل ذلك أمامي لمرات عديدة، لكن جدتي توفيت عندما أصبحت بعمر 9 سنوات ، شعرت آنذاك بانهيار كبير لفقدانها.
وبعد مرور 6 أشهر فقط على وفاتها دخل أبي وأمي مجدداً في شجار، فتوسلت إليهما للتوقف، وكم كنت غبية، إذ رأيت والدي سكراناً ، التفت نحوي وهو غاضب وركض باتجاهي ، فأسرعت هاربة إلى غرفتي وأغلقت الباب وقفزت على سريري وأنا مرعوبة ، في تلك اللحظة تمنيت لو أن جدتي على قيد الحياة حتى أتمكن من البقاء في حضنها ، وعن غير وعي مني لعبت بشعري ربما لأقنع نفسي بأنها موجودة معي ، فقط تظاهرت أنها معي واعتقدت بأنني أستطيع شم رائحة علكة نكهة الفاكهة التي تفوح منها، ربما حتى أهدأ من روعي واسترخي ، وهنا تمكن أبي من فتح الباب بعنف وهو يقف عنده، كان على وشك أن يصرخ بي لكن شيئاً ما أوقفه ، أصبح وجهه شاحباً فجأة ثم تراجع بضعة خطوات وركض مبتعداً.
توقف أبي عن شرب الكحوليات بعد تلك الحادثة حتى أنه أقلع عنها تماماً ، ولم نناقش تلك المسألة مطلقاً، لكنه أصيب بمرض السرطان ، وفي مرة عندما كان مريضاً جداً كنا ندردش فسألني عما إذا كنت أتذكر حادثة الشجار قبل أن يتوقف عن الشرب ، فقلت له نعم في الواقع ، فسألته لماذا ؟ ، فقال لي أنه عندما فتح باب غرفتي رآني وأنا أضع رأسي على حضن أمه فشعر بطيفها المتوهج وهي غاضبة منه وأنه خيب أملها فيه ، فأفزعه ذلك وكان حينها يشم رائحة علكة برحيق الفاكهة.
ترويها TweetDog12 – موقع ريديت