عالم الجنقصص جن

عندما يتجسد الشيطان

عندما يتجسد الشيطان

من حكمة الله تعالى أن فصل بين عالم الإنس و عالم الجن بستار لا يمكن هتكه إلا إن لجأ الإنسان إليهم ليؤذي إنسان غيره ، حينها سيُهتك ذلك الستر لمن سعى لسحرهم أو لمن وقع عليه السحر على حدٍ سواء ، إلا أن من سعى و لجأ إليهم ليؤذي غيره يكون قد أشرك بالله فأستحق بذلك العقاب من الله في الدنيا و الآخرة .

في هذا المقال لا أقصد ذلك هتك الستار بين العالمين بسبب السحر ، فما أقصده هو ظهور الشيطان و تجسده في صورة الإنسان ، فالشيطان يتجسد في صورة البشر كما جاء في الأثر ، و لا يتجسد إلا إذا كان هناك ضرورة و هدف يسعى إليه إما لإضلال البشر الذين أقسم بأن يجعل مصيرهم إلى النار إلا عباد الله المخلصين منهم ، أو لمحاربة أولياء الله و رسله و النيل منهم كي لا يتمكنوا من هداية الناس لطريق الحق الذي أراده لهم الله عز و جل .

الشيطان لا يشتغل إعتباطاً و لا يسهو ثانية واحدة عنا ، فهو يضع الخطط المحكمة و يستخدم الوسائل اللازمة في سبيل ذلك ، و له جنوده من الجن و الإنس الذين نذروا حياتهم لخدمته و عبادته ، له خططه السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و العسكرية ، و له كذلك خطط قصيرة و متوسطة المدى و خطط إستراتيجية و بعيدة المدى ، لقد حرك الشيطان أحداثاً تاريخية لا زلنا نعاني من آثارها في الحاضر و المستقبل ، و قد يحرك أحداثاً في دول بعيدة عنا جغرافياً و لكن آثارها السيئة تصل إلينا و قد تكون سبباً في الضعف و الفرقة و الهوان الذي نعيش فيه .

 

لم يكتف بطردهما من الجنة بل لحق بهما الى الارض ليضل ذريتهما
لم يكتف بطردهما من الجنة بل لحق بهما الى الارض ليضل ذريتهما

عندما أنزل الله أبينا آدم للأرض بسبب خطيئته و التي كانت بسبب إغواء الشيطان له ، عاش آدم و ذريته لفترة من الزمن و هم يعبدون الله تعالى و لا يشركون به شيئاً ، و مرت سنون كثيرة و هم على ذلك حتى تجسد لهم الشيطان في هيئة رجلٍ جاءهم ناصحاً فقال لهم : (لما لا تخلدوا ذكرى سادتكم و زعماءكم “وداً و سواعاً و يغوث و نسراً” فتصنعوا لهم تماثيل تشبههم لتتذكروهم بها) ، و عندما صنعوا تلك التماثيل جاءهم مرةً أخرى قائلا لهم : (لما لا تعظموا هذه التماثيل فتسجدوا لها لتقربكم إلى الله زلفى) ، ففعلوا ذلك حتى نسوا عبادة الله ، فعبدوا الأصنام جميعهم إلا شرذمة قليلون هم نبي الله نوح و من معه ، فاستحق قوم نوح بذلك العذاب و الغرق .

و في زمن آخر في زمن نبي الله لوط ، كان هناك رجل يحرث أرضه و قد جعل طعامه في صُرّة ، فتجسد الشيطان في صورة صبي أراد أن يسرق طعام ذلك الفلاح فأمسك به الفلاح و أراد أن يضربه لفعلته ، فقال له الصبي : (اتركني أيها الفلاح الطيب و سأريك أمراً سيجعلك تنسى ما فعلت) ، و بذلك إنتشر الفعل القبيح في قوم لوط حتى اكتفى الرجال بالرجال ، و جاء مرة أخرى لكن هذه المرة في صورة إمرأة و ذهب لنساء قوم لوط و قال لهن : (ألا ترين أن الرجال قد اكتفى بعضهم ببعض فلم يعودوا يبالوا بنا ؟ فليكن بين النساء ما كان بين الرجال و لتكتفي النساء بالنساء) ، و بالمثل إنتشر السحاق بينهن.

حل عذاب الله على قوم لوط
حل عذاب الله على قوم لوط

و في عهد رسول الله عليه الصلاة و السلام إجتمع سادة قريش في دار الندوة لكي يجدوا حلاً نهائياً يخلصهم من رسول الله و من تبعه من المؤمنين ، و عندما تعالت الصرخات فيما بينهم و اشتد بينهم النقاش و عجزوا عن وضع الحل إذ بشيخ مَهيب من نجد يدخل عليهم و يطرح لهم فكرة لاقت إستحسان الجميع ، و هي أن يؤخذ من كل قبيلة فارس فيضربون محمد بن عبدالله ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل ، و لاقت فكرته الشيطانية استحسان قادة قريش و نفذوا ما قال لهم ، لكن الله تعالى نجّا رسوله الكريم و أردى كيد الشيطان اللعين.

و في غزوة بدر تجسد الشيطان في صورة رجل من أشراف كنانة حاملاً راية الحرب و أخذ يحشد المشركين لقتال المسلمين ، لكن عندما بدأ القتال ؛ شاهد الشيطان الملائكة تنزل من السماء و تساند المسلمين فنكص على عقبيه هارباً فسأله المقاتلين : إلى أين الهروب ؟ فقال عليه اللعنة : أني أرى ما لا ترون ، و بفضل الله و قوته إنتصر المسلمين على المشركين إنتصاراً ساحقاً و هم قلة قليلة.

تمثل في صورة شيخ بدوي ودخل عليهم دار الندوة
تمثل في صورة شيخ بدوي ودخل عليهم دار الندوة

 

إذن تجسد الشيطان في صورة البشر حقيقة ثابتة حدثت في مواضع كثيرة و أزمنة متعددة ، و كان أثر ذلك التجسد في كثير من المرات كارثي  ، إما بإنحراف الناس عن عبادة الله فيعبدون غيره ، أو بإنحرافات أخلاقية خطيرة مثل الزنا و اللواط و الرذيلة بكافة أشكالها ، و من المعروف أن عبدة الشيطان يسيطرون على صناعة أفلام البورنو و الشذوذ الجنسي و المواقع الإباحية لينفذوا من خلال ذلك خطط الشيطان في إفساد الناس و تدنيس الفطرة الإنسانية التي فطر الله بها الخلق ، و الشيطان ما زال يتجسد في هيئة البشر حتى وقتنا الحاضر و ليس هناك ما يثبت أنه لم يَعُد يتجسد حالياً ، و لا يعلم إلا الله من هم الشخصيات المشهورة التي قد تجسد بها في وقتنا الحاضر  ، شخصيات سياسية و فنية و إعلامية تظهر في التلفاز و تدلي بالتصريحات أو الحوارات التي تصب في تنفيذ أهدافه . هو أيضاٌ يتطور في أساليبه بتطور التقنيات الحديثة ، فقد يكون له حسابات في الفيسبوك و تويتر ينشر فيها منشوراته و تغريداته التي ربما تحصل على آلاف اللايكات و آلاف المشاركات لها ، و قد أثير الجدل قبل أعوام حول حساب في الفيسبوك بإسم (إبليس) ، و قد قرأت تعليقات لأشخاص على منشورات ذلك الحساب الذي حُذف فيما بعد يقسمون أن ذلك الحساب الشيطان نفسه ، أعاذنا الله و إياكم من وسوسته و همزاته.

قد يستخدم الشيطان كل الوسائل المتاحة لاغواء البشر .. بما فيها وسائل التواصل
قد يستخدم الشيطان كل الوسائل المتاحة لاغواء البشر .. بما فيها وسائل التواصل

أحد أولئك الأشخاص الذين أقسموا أن الحساب يتبع الشيطان و الذي يدعي أنه وسيط روحاني له معرفة بعالم الشياطين و الجن هو (محمد المغربي) ، و الذي كان له آراء غريبة و مثيرة للجدل ، من بينها أن الشيطان أو أتباعه من الشياطين يتجسدون فعلياً في شخصيات معروفة و لها تأثير في القرار السياسي الدولي أو على صعيد دولة معينة ، و أن الشيطان يتجسد بهذه الشخصيات فلا نستطيع التفريق بينهم إلا بعلامة واحدة ، و هذه العلامة هي عيون الشيطان التي لا يستطيع إخفاءها طوال الوقت ، فتجدها تظهر بسواد كامل لا بياض لها أو تُلاحظ عند إغماضها بظهور جفون إضافية أشبه بجفون الزواحف التي تغطي أعينها من أسفل لأعلى ، و عند بحثي في حقيقة هذه الظاهرة وجدت فيديوهات على اليوتيوب و كأنها تثبت صحة كلامه، مثلاً فيديو لشخصية كبيرة في بريطانيا و أثناء إستقبالها لبعض الزوار تنظر فجأة للكاميرا بعينين سوداوين لا بياض لها ، أيضاً فيديوهات أخرى لمذيعين و فنانين و سياسيين تتغير أعينهم في ثانية معينة فتبدو كأعين الزواحف في لقطات تثير الرعب و الإستغراب في النفس ، و كأنها لقطات من أفلام رعب.

يقال ان الشيطان قد يتخذ صورة رؤساء وملوك واصحاب قرار ونفوذ .. صورة الممثل المغربي المهدي الوزاني الذي ادى دور الشيطان في المسلسل الامريكي الكتاب المقدس – 2013 – .. المنتجون قالوا ان التشابه بينه وبين اوباما كان مجرد صدفة
يقال ان الشيطان قد يتخذ صورة رؤساء وملوك واصحاب قرار ونفوذ .. صورة الممثل المغربي المهدي الوزاني الذي ادى دور الشيطان في المسلسل الامريكي الكتاب المقدس – 2013 – .. المنتجون قالوا ان التشابه بينه وبين اوباما كان مجرد صدفة

 

موضوع آخر تحدث عنه حيرني و أثار في داخلي تساؤلات كثيرة ، و أنا أنقلها لكم من باب الإثارة و التشويق لا من باب الإثبات أو فرض رأي معين ، إذ ذكر أن الشيطان معروف بجمعه للصفات الذكورية و الأنثوية في نفس الكيان ، و أنه يفرخ و يبيض كما جاء في أحد الأحاديث النبوية ، و أن الأديان التي تعظم الشيطان ترى أن الإنسان الكامل هو من يجمع بين الصفات الذكورية و الأنثوية كالشيطان تماماً ، أحد تلك الأديان تنتشر في تايلاند و التي تؤمن بنبوءة أن المخلص او المختار سيكون إنسان كامل يجمع بين الصفات الذكورية و الأنثوية ، لهذا تنتشر في تايلاند ظاهرة التحول الجنسي (Transsexuals) و فيها أكبر عدد من المتحولين جنسياً ، و تُعد تايلاند من أكثر الدول التي يُجرى فيها عمليات التحول الجنسي (Transsexuality) في العالم ، ثم ذكر أن من بين من أعتقدوا بفكرة الإنسان الكامل الذي يجمع بين صفات الذكورة و الأنوثة هو العالم و الرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي و الذي عُرف بأنه كان مثلي الجنس رغم أنه لم يكن ذو صفات أنثوية ، لكنه كان يحيط نفسه بأشخاص من الجنس الثالث ، و أهم أولئك هو معاونه (سالاي) و الذي كان يدعوه بالشيطان الصغير ، و في رأي ذلك الوسيط الروحي أن سالاي كان الشيطان نفسه ، و أن الشيطان هو من وقف أمام ليوناردو دافنشي ليرسمه في أشهر لوحاته (الموناليزا) ، نعم ” مما ذكر ” لم تكن الموناليزا كما روي تاريخياً زوجة لأحد التجار في البندقية ، بل كان الشيطان نفسه ، و يستدل بعدة أدلة منها أن المختصين احتاروا في كون الموناليزا ذكر أم أنثى ، كثير من المختصين و العلماء كانوا مقتنعين في أن الموناليزا هي ذكر و ليست أنثى ، البعض أعتقد أن ليوناردو دافنشي قد رسم نفسه و البعض الآخر كان يعتقد أن الموديل الذي وقف أمام الرسام هو سالاي الشيطان الصغير . دليل آخر يذكره الوسيط الروحاني و هو وجود جسر الشيطان خلف الموناليزا في اللوحة ، و الذي بناه الشيطان في ليلة واحدة بالإتفاق مع القديس كولومبانوس مقابل الحصول على روح أول من يعبر عليه ، لكن القديس دفع بكلب ضال كي يكون أول من يعبر.

الى اليمين لوحة سالي .. مساعد دافنشي الشاب والذي يعتقد أنه كانت تربطه بالرسام العجوز علاقة حميمة .. والى اليسار لوحة الموناليزا الشهيرة .. هل كانت الموناليزا هي سالي .. كانت رجل! ..
الى اليمين لوحة سالي .. مساعد دافنشي الشاب والذي يعتقد أنه كانت تربطه بالرسام العجوز علاقة حميمة .. والى اليسار لوحة الموناليزا الشهيرة .. هل كانت الموناليزا هي سالي .. كانت رجل! ..

هذان الرأيان لذلك الوسيط الروحاني هما من أكثر الآراء التي أثارت في نفسي كثير من التساؤل و الإستغراب و الرعب كذلك ، فماذا لو كانت لوحة الموناليزا التي نعلقها في بيوتنا و مكاتبنا ( كنسخ غير أصلية طبعاً ) أو التي نجعلها خلفية لشاشات الموبايلات هي في الحقيقة صورة الشيطان نفسه ، مجرد التفكير في ذلك يجعلني في ذهول و صمت سائلاً نفسي مرات و مرات : هل يمكن أن يتجسد الشيطان في لوحة ؟!

في الختام:

من منكم أعزائي القراء شاهد مسلسل المداح و شاهد ذلك الحوار بين صابر و الشيطان المتجسد ؟؟ بصراحة أن المشهد هو من جعلني أكتب مقالي هذا ، و الذي أرجو أن ينال إعجابكم و استحسانكم.

البشروحاني

باحث في علوم ما وراء الطبيعة

مقالات ذات صلة

ضع ردك أو سؤالك هنا ..

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى