نزيل سجن لا يتكرر
نزيل سجن لا يتكرر
صار لي ثلاثون عاماً من الخبرة في إنفاذ القانون ، كنت أشغل آنذاك منصب عمدة في سجن كبير ،عشت حادثة لا يمكن تفسيرها عندما كنت رقيباً أشرف على الوحدة الطبية في السجن. حيث استدعاني نائب إلى زنزانة هذا النزيل وهو يقول : “سيدي ، من الأفضل أن تلقي نظرة على هذا !”.
مشيت إلى الزنزانة ولاحظت سجيناً عارياً ومعتل عقلياً في زنزانة أرضية، كان النزيل يرفض تناول الأدوية الموصوفة له لحالته العقلية لدرجة أنه كان يتحدث بلسان غير مفهوم بينما كان يلطخ ببرازه جسده وجدران الزنزانة، كان النزيل يدير محجري عينيه بينما يضع يده اليمنى بالكامل في فتحة الشرج. وعلى الفور اتصلت بالطبيب النفسي المناوب لكي يأتي إلى الزنزانة، فلاحظ الطبيب النزيل وحاول التحدث إليه من خلال الباب المغلق. فتوقف النزيل مدركاً أنه كان مراقباً وهو يضحك ضحكة شرير يلفها الغضب وبطريقة ما تسلق الجدار المصنوع من الطوب والذي يرتفع 12 قدماً (3.6 متراً) من الجانب الغربي من الزنزانة ثم وضع بصمات برازه على سقف الزنزانة ، ثم قفز نازلاً وبدأ مجدداً بإلصاق كلتا يديه في فتحة الشرج ، بينما كان يصيح علينا بلغة لم أسمعها من قبل ، نظرت أنا والنائب إلى الطبيب للحصول على شرح لكيفية قيام السجين بتسلق جدار من الطوب يبلغ ارتفاعه 12 قدماً ثم وضعه لبصمات من برازه على السقف. نظر إلينا الطبيب المصدوم بخجل وقال ، “حسناً ، هناك أمور لا تراها كل يوم ” ، وانتهى بنا المطاف بإخراج السجين بمساعدة فريق وباستخدام القوة لأنه واجهنا بعنف ، ثم أعطاه الطبيب حقنة غصباً من الدواء فيما كنا نضغط عليه.
من وجهة نظري هذه حادثة خارقة للطبيعة لأنني أعتقد أن النزيل كان ممسوساً أو مُستحوذاً عليه من قبل أرواح شريرة ، وجرى إطلاق سراح السجين من حجزنا ليكون في مستشفى المدينة بعد حوالي ساعتين من احتجازنا له ليبقى في وحدة الصحة العقلية لمدة 72 ساعة وهي فترة الحكم عليه لارتكابه جريمة جنحة، وتم الحكم على النزيل دون السماح له بأن يخطو خطوة واحدة في قاعة المحكمة ، إذ كان الطبيب النفسي قد اتصل بالقاضي فور وقوع الحادثة.
كان النزيل قد قُبض عليه قبل ثلاثة أيام بتهمة التعدي على ممتلكات الغير وكان يعاني من الذهان لدرجة لا يمكن معها اصطحابه إلى المحكمة “.