مقالات روحانيه

المؤامرة علي الإنسان بين الواقع والخيال

#حقيقة_المؤامرة على الإنسان

#المؤامرة كمصطلح شائع هي أحداث منظمة ومخطط لها مسبقا من قبل مجموعة أفراد نافذين همهم مصالحهم الخاصة فقط ولو على حساب تجويع وتمريض واستعباد وحتى قـ.تل الآخرين ..

ولكن في الحقيقة أن هذه المؤامرة ليست حدثا جديدا ..
بل كانت من بداية خلق آدم عليه السلام .
وواضحة وضوح الشمس أن العدو الأول والأعظم للإنسان هو إبليس ..

(قَالَ فَبِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَا⁠طَكَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ ۝ ثُمَّ لَـَٔاتِیَنَّهُم مِّنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَیۡمَـٰنِهِمۡ وَعَن شَمَاۤىِٕلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَـٰكِرِینَ)

حقده هذا بسبب تفضيل وتكريم الله للإنسان بالنفخ من روحه وتعليمه كل الأسماء ..
فكان إبليس عابدا برتبة الملائكة فكان يرى نفسه أحق للتكريم .
إلا أن علم وحكمة الله لهما رأي آخر .

ومن هنا بدأت المؤامرة وتطورت واشترك فيها شياطين الجن مع شياطين الإنس والدجال وأتباعه
فالجن هم أكثر أعمارا وأكثر خبرة في مداخل الإنسان وغوايته ..
إلا أنهم محدودون بعالمهم الخاص غالبا .
لذلك احتاجوا لمن تكون له قدرة أكبر في التأثير في العالم المادي من السحره وشياطين الأنس .

(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا)

كمبدأ هناك عدو للإنسان بل وضروري له كضرورة وجود الشر .
لكون الحياة هذه قائمة على الازدواجية .
وأن الشيء لا يكن له معنى إلا بنقيضه .
لا يمكن تميز الخير لولا الشر ولا النور ما كان الظلام .

إلا أن تطور الوعي المعاصر ينقلنا لنظرة أخرى وفهم أخر لحقيقة هذه المؤامرة .
إذ أن النصوص القرآنية صحيحة وحقيقة في معانيها .
ولكن تختلف عن ظاهر مفرداتها فالظاهر من المفردات هي رموز توضيحية تناسب مستوى فهم السامع في زمنه ..
والإعجاز القرآني هو في إمكانية احتواء تلك المفردات لمعاني تختلف من زمن لآخر ومن شخص لآخر ومن مستوى وعي لآخر ..

إذا فالإنسان هو عدو نفسه الأول أكثر من الأعداء الخارجيين ..
ضع هذا العنوان أمام عينك جيدا :

الإنسان هو عدو نفسه الأول والأقوي من الخارجيين ..

إذ أن الخارج انعكاس لما في الداخل ..
وبسبب عدم فهم الإنسان لنفسه الداخلية ..
لايزال يتأثر بالعدو الخارجي ..
ومازال يؤمن بأن العدو في الخارج أقوي وأعتي منه وبالتالي فالعدو الخارجي مستفيد من هذا التصور ولا يستطيع العدو بالخارج إلا أن يؤكد له ذلك .
فستظهر له أدلة تؤكد اعتقاده ذلك .
وهنا يبدأ عمل #العقل_الباطن ليدخلنا فيما يسمي وهم الحياة وعدم القدره علي المقاومة ..
وهذه هي المشكلة الحقيقية التي غفل عنها الكثير حتى من يدعي #الوعي و #التنوير .

وينشر للناس الحذر والتخويف من كذا وكذا ..
فهو بدلًا من أن يوجه الناس لذواتهم الداخلية التي توجد فيها الحقيقة والحكمة ..
يوجههم بالتخويف من العدو بالخارج ..
فهو بهذا يشترك مع العدو الأول إبليس في نشر الخوف وتضليل الحقيقة الباطنية
(إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ)
(قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأُزَیِّنَنَّ لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ)
التزيين في الأرض هدفه تضليل ونسيان الجوهر الذي في الباطن ..

وهنا انا لا أنكر أنه قد يتورط الإنسان بعدو خارجي مهدد له ..
ولكن الهدف والغاية الأهم من ذلك العدو ليس هو بذاته ..
بل ما يوجد في النفس فالعدو وسيلة مساعدة وظاهرة ممكن من خلالها أن يكشف للإنسان ما تخفيه أعماق نفسه ..
قد تكون مشاعر مكبوتة يجب التخلص منها ..
أو كارما أو درس مهم تعلمه من خلال ذلك العدو الوهمي ..
فهو لا يعدو أن يكون انعكاسا لما في باطنك ..
وما إن تستوعب الدرس والحكمة من وجوده إلا ويختفي من حياتك أو على أقل تقدير لا يكن عدوا مهددا لك كالسابق ..

وقد يكون هذا العدو أو المتآمرين أكبر وأقدر عليك (ظاهريا) كما هو الحال لدى إبليس وشياطين الجن والدجال واتباعة لان قدراتهم تفوق الإنسان بمراحل كرؤيتهم لنا والطيران والسفر السريع وغيرها من القدرات إلا أن هذه القدرات لا يكون لها أي تأثير على الإنسان المؤمن بذاته وربه ..
(إِنَّهُۥ لَیۡسَ لَهُۥ سُلۡطَـٰنٌ عَلَى ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُونَ)
بل وحتى لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك بشيء كما في الحديث فالسر هو أنت وباطنك أما الخارج وهم وتابع لك بأمر الله ..

ولذلك في حالات العلاج اللتي أقوم بها بعد فك #السحر أو #سحب_المس أو #علاجات_التابعه أو #القرين إلخ ..
نقوم ببرنامج كامل من الإعداد النفسي للمريض حتي يعلم جيدا كيانة وماهيته وكيف يستطيع أن التغلب علي جميع المأمرات اللتي تواجه في المستقبل ..

ودائما وأبدا أقول إن أتممت واصبت فهو من الله عز وجل وإن كان في نقص أو خطأ فهو من شخصي أخوكم #الباشروحاني ..

البشروحاني

باحث في علوم ما وراء الطبيعة

مقالات ذات صلة

ضع ردك أو سؤالك هنا ..

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى