مكالمة هاتفية من العالم الآخر

0
#حكايات_الأعضاء  مكالمة هاتفية من العالم الآخر
تذكر كاثرين رامسلاند الاستاذة في العلوم النفسية في إحدى منشوراتها على موقع Psychology Today  تجربة واقعية كان قد حدثها عنها الكاتب الأمريكي (دين كونتز) الذي عُرف بروايات التشويق والغموض والتي نالت أفضل المبيعات.

في البداية حاورت كاثرين هذا الكاتب وطرحت عليه أسئلة عن سيرته وعمله لأنها كانت بصدد تأليف كتاب عن سيرته الذاتية. ومن بين تلك التجارب التي مر بها كان هناك تجربة تنفع لأن تندرج ضمن “قصص الرعب الحقيقية”. 

في 20 سبتمبر 1988 ، حصل مع دين تجربة لم يكتب عنها لما يقرب عقد من الزمان ، لكنه ذكرها فيما بعد في مقال حمل عنوان ” الموت الجميل ” وهي عن مواجهته المحتملة مع دليل يثبت الحياة بعد الموت.

كان في ذلك اليوم يعمل في مكتبه عندما رن جرس الهاتف ، فالتقط السماعة وسمع صوت أنثوي بدا له بعيداً ، وأحس أنه كان صوتاً مضطرباً ومنذراً بخطورة وهي تقول : “رجاء …كن حذراً ! ” .

فسألها دين وهو مرعوب قليلاً :  ” من معي  ؟ ” ، لكنه لم يتلق أي رد ، وكررت المرأة عليه التحذير ثلاث مرات أخرى ، وفي كل مرة تتكلم يصبح صوتها أبعد .

وعندما صمت الخط جلس دين يستمع لبعض الوقت غير متأكد مما يجب عليه فعله ، بدا الصوت مخيفاً وهو مثل صوت أمه التي ماتت منذ ما يقرب من عقدين ، وهو يدرك بأن تذكر الصوت أصعب بكثير من تذكر الوجه ، حينها ظن لوهلة أنه يضيف عنصر دراما لما حصل معه … نذكر القراء أن خدمة الكشف عن رقم المتصل في ذلك الوقت لم تكن متوفرة أو شائعة. 

لكنه أعاد التفكير مجدداً ، رقم هاتفه غير مدرج في دليل الهاتف لذلك لا يمكن أن تكون مكالمة تستهدفه بغرض المزاح ، وربما كان مجرد مكالمة من رقم خاطئ ، وهنا اكتفى بذكر الحادثة لزوجته لكنه لم يخبر أحدا آخر.

يقول دين: ” لقد كانت مكالمة غريبة  … أنا لا أدعي أنه كان شبحاً… ولا أعرف ما أصدق ،  لكن من المؤكد أنه كان غريباً… ولكن أعلم أن الناس يبلغون عن تلك الأحداث طوال الوقت، وقد أدهشني دائماً أنه من المثير للاهتمام بأن كل شخص لديه تجربة أو اثنتين من الأمور الغريبة… أحياناً أعتقد أن تلك المكالمة كانت من والدتي وأحياناً أعتقد أنها مكالمة رقم خاطئ غريبة أو مصادفة… أعتقد أنه من الصواب أن تحتفظ ببعض الشكوك حول أمور كهذه ، ولكن من المريح الاعتقاد بأنه قد يكون هناك حياة أخرى تبقى فيها الشخصية على حالها “.

وبعد مرور يومين من هذه المكالمة ، ذهب دين لزيارة والده (راي) في منشأته التي كان يعيش فيها، كان القائمون يتعاملون مع مشاكل أبيه السلوكية ، وقد طلبوا من دين الحضور للتحدث معه،  إذ قام راي بتوجيه لكمات لقاطن آخر وهو رجل يستند على مشاية وكانت الممرضات قلقات لوضعه.

حينذاك لم يكن دين على دراية بأن أبيه راي استخدم بعضاً من مخصصاته المادية الصغيرة للذهاب لشراء سكين صيد ذو مقبض أصفر وقام بشحذه بشفرة الحلاقة وتزييت المفصل لجعلها مثل شفرة التبديل (مثل موس الحلاقة).

وعندما جاء دين إلى الغرفة تحرك راي بسرعة وأمسك بالسكين بعد أن أخرجه من الدرج ، وكان على دين أن يحاول إبعاده عنه،  وقد تمكن من تجنب التعرض لجروح.

كان هناك العديد من الشهود على هذه المشاجرة واتصل أحدهم بالشرطة..وأخيراً التقط دين السكين دون وقوع أي حادثة ونقله إلى القاعة ، وبمجرد وصول الشرطة سحبوا بنادقهم وأمروا دين بإسقاط السكين !  ، وقد ذهل دين وقال :  ” أنا لست من تريدون ..إنه هو هناك..” ، مشيراً إلى غرفة والده ، لكن الشرطة كررت طلبها من دين بإسقاط السكين وهم يوجهون أسلحتهم عليه.

وهنا تجمد دين ، يتذكر دين الموقف قائلاً : ” فجأة ، أدركت أنهم سيطلقون النار علي إن لم أسقط السكين. ..ظنوا بأنني الجاني… لذلك أطعتهم وأسقطته ..كانت تلك إحدى من أسوأ اللحظات في حياتي…كاد غبائي أن يقتلني “.

ومن الجدير بالذكر أن الكاتب دين كونتز قد ضمن لاحقاً هذا المشهد في روايته التي كتبها عام 1993 والتي حملت عنوان ” السيد المجرم” Mr Murder عندما تعرضت ماري ستيلواتر بطلة الرواية لمواجهة مماثلة (وإن اختلفت ظروفها) مع الشرطة.

في النهاية أدركت الشرطة أن راي كان الطرف الخطير ،فأخذوه إلى عنبر للأمراض النفسية حيث يمكن أن يمكث هناك تحت المراقبة.

عاد دين للتفكير مرة أخرى في المكالمة الهاتفية الغامضة التي جعلته أكثر حرصاً وربما أنقذ حياته،  ولم يتلق أي مكالمة أخرى من هذا القبيل مرة أخرى (على الرغم أنه قدم في إحدى رواياته خط هاتف مخصص للأشباح).

We will be happy to hear your thoughts

ضع ردك أو سؤالك هنا ..

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

موقع كتاب الاسرار  | Secret Book
Logo
Enable registration in settings - general
Compare items
  • Total (0)
Compare
0
%d مدونون معجبون بهذه: